
الاثار المباشرة للارهاق l'épuisement :
ينتج عن الارهاق رد فعل مزدوج الانهيار العصبي Dépression و فرط النشاط Agitation كلاهما بالتناوب, لا يوجد انهيار عصبي دون فرط نشاط ولا فرط نشاط دون انهيار عصبي, وهي بالطبع مميزات الانسان المرهق يتارجح دون توقف بين هذين القطبين, الموجة الهادئة لعدم الاستقرار الطبيعي اصبحت موجة مجنونة, تمس القطبين بتناوب فيصبح الانسان المرهق كاريكاتيرا للانسان المتعب طبيعيا.فيصبح:
-تقعر الموجة الذي يمثل "التعب الطبيعي" يزداد عمقا فيصبح " انهيار عصبي"
- وتحدب الموجة الطبيعية الدي يمثل "العمل" يصبح مبالغا في آثاره ويصبح فرط نشاطفبعد ان كان المرجع:
- يعمل الانسان
- يتعب
- يرتاح
-يعمل مجددا
يصبح:-يعمل بعصبية وعشوائية
-يصبح مرهقا
-لا يستطيع الراحة
- يعود للعمل بعصبية , ثم ينهار...
تصبح ادن سلسلة لا تتوقف وتتواصل دون راحة ولا نهاية, لان التعب متل السم, يسبب الذهول "la stupeur" من جهة ومن جهة اخرى فرط النشاط "Agitation".
الانسان المرهق يحصد الاستهجان:
خلال فترة الانهيار يتقلص النشاط بشكل كبير فتتباطؤ اشارات وحركات المنهار بسبب اقتصاد الطاقة الحيوية فيشكو من التعب وقلة النوم ويظهر عليه غالبا نقص الوزن ويتذبذب اداء جهازه الهضمي وربما يحس ارتجافات ناتجة عن التعب وكذلك تضعف رؤيته ويتعرض لاضطرابات قلبية.....الخ
الانهيار ينتج اليا صعوبة في التصرف, لكن مجرد وجود عدم قدرة على التصرف والعمل فهذا يعني ان الطاقة لم تعد كافية كي يؤدي اعماله على اكمل وجه وبكل راحة وتلقائية فيصبح مجرد عمل بسيط بمثابة جر جبل بالنسبة للمنهار.فمن الطبيعي اذن ان يتفادى المنهار كل ظرف يتطلب الحركة لان جهازه العصبي لا يسمح له بهذه الحركة.كل هذا اذن آلية فيزيائية بحتة, لكن كيف يفسر المجتمع هذا التقهقر والتراجع امام الحركة Action؟
يدعي المجتمع ان المنهار يفتقر للطاقة وهو امر صحيح لكننا نرتكب خطا جسيما باعتقادنا ان الانسان يستطيع ان يتحكم في طاقته وانه ينتجها بارادته, وهو خطا تماما
اذن المجتمع يقول ان المنهار تنقصه الطاقة لانه لا يملك ارادة قوية وما هو ادهى من ذلك ان يجعله مسؤولا عن نقص الارادة دون ان ننتبه الى كون الارادة الطبيعية هي مسالة صحة وتوازن Santé et équilibre فبدل ان نقول:اكتسب الارادة" يجدر بنا القول "اكتسب صحة جسمية وعصبية لتحصل آليا على الارادةلان الارادة ببساطة هي الاريحية Aisance
تكمن الارادة في ان تصرح :" اريد ان افعل كدا وافعله دون صعوبة وبراحة تامة Aisance parfaite"
نستطيع الحوصلة كالتالي:اذا تطلب اكمال عمل ما استدعاء الارادة فهذا يعني اننا نفتقد للارادة الحقيقية. بمجرد ان نحس بتوتر تختفي الارادة السلسة.بمجرد ان نتقاتل مع مشكل ما, فان المشكل ينتصر علينا الارادة الطبيعية والصحية السليمة يجب ان تكون شفافة وتلقائية تماما كما هي الاناقة واللباقة.
الفعل الناجم عن ارادة طبيعية يكون كالاغتراف دون جهد من مخزن الطاقة لكن المسالة تصبح دائما مغلوطة بتدخل الاحقية الاجتماعية في الثناء "كلما تخطى احدهم الصعاب اكثر كلما زادت احقيته"لكن اليس اكثر بساطة لو قلنا كلما امتلك انسان الصحة والتوازن, يتصرف ويعمل افضل ويتمكن من تقليص الجهد والطاقة التي يحتفظ بها وتجعله مستعدا لاعمال اخرى؟
يتبع...
بناء على ملاحظة من صديق عزيز قسمت الجزء الاول من الموضوع الى جزئين لتفادي ارهاق القارئ بالاطالة...
ردحذفصديقتي
ردحذفعمت مساء ....اسمحي لي ان اشكرك على جهدك الواضح بسرد هذه المعلومات الطبية التي تعد معقدة نوعا ما و نجاحك الباهر باطفاء نمق سلس عليها يجعل القارىء متابع معك بشكل كامل
انتقاء رائع للموضوع و اجادة واضحة بالترجمة....مرة اخرى الشكر كل الشكر لك و دمت بخير ابدا
اخي هادي
ردحذفاسلوب الكاتب سلس و جذاب فعلا اتمنى ان لااضيع شيئا من روعته خلال الترجمة
شرف هو مرورك من هنا واطلاعك على الموضوع
واشكرك جزيل الشكر على تعليقك السخي جدا...
تحياتي.