الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الاثنين، 25 يناير 2010

ما هو الاجهاد؟

تعيد هذه الكلمة الى ذاكرتي صورة طالب حزين.حوالي الساعة الثانية صباحا, يتوسط سحابة سجائر زرقاء, ويرتشف كأسا من القهوة المركزة فالامتحانات تقترب وهو على هذا الحال منذ شهر تقريبا, انه مرهق جدا فهل سينزلق الى الانهيار العصبي؟ لمذا ينهار طالب وينجو اخرون؟
قد تترافق التحضيرات مع مشاعر معينة, ولنفترض ان هذه الامتحانات تمثل للطالب اخر أمل, ولنفترض انه يعمل تحت وطأة القلق والخوف من الفشل. خوف من ضياع الاحلام, خوف من غضب الأهل, اوخوف من الاحتقار او...
يرافق الاجهاد الدراسي دوما عوامل عاطفية تعزز الارهاق, نلاحظ اذن ان احتمالات الاجهاد تتغير على حسب الاشخاص.
يحصل الاجهاد كلما تعدت الطاقة المبذولة الامكانيات الموجودة, فالاسراف في استعمال احد الاعضاء"المخ مثلا" يؤدي الى التقليل من قوته, فنحن نجهد انفسنا حين نبذر مخزوننا الاساسي, شعور التعب هو الاشارة الأثمن على الاطلاق, حين نتعداها نعرض انفسنا لخطر الارهاق الشديد, قد يكون ارهاقا يمكن تعويضه ولكنه ارهاق رغم ذلك, ان امتد, او تكرر يضعنا على الطريق الاقصر والاسرع للانهيار العصبي.
يظهر الاجهاد بمجرد ان تصبح المرممات الطبيعية الكبرى:"الوجبات, النوم" غير كافية, فالاجهاد يتعلق اذا بالقوى المتوفرة , اي حين ننفق اكثر من دخلنا الطاقوي, دون ان ننسى مجددا ان التعب هو اشارة موجهة لمنع تسمم الخلايا العصبية,فيجب النظر الى الاجهاد من زاوية الوقاية, فلابد لكل انسان ان يعرف قوته الخاصة, واعرف من خلالي تدريسي لهذا الامر انه صعب للغاية.
لا يجب الاعتقاد ان الانهيار العصبي ياتي مباشرة بعد العمل المرهق, فهذا لا يحدث الا نادرا جدا,فكل طبيب وكل اخصائي في علم النفس يعرف ان الانهيار العصبي يتبع عن بعد سلسلة من الاعمال المرهقة التي قد تتكدس على مر السنين احيانا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق