
ان تصنيف التصرفات البشرية امر عبثي لا طائل منه, لكن من المؤكد ان هناك جهد يبذل للتكيف مع اي وضعية كانت,سواء تعلق الامر بفتح الباب او بالاقدام على الزواج. لنقل انه تسلسل هرمي في صعوبات التكيف وبالتالي في كميات الطاقة المستخدمة .
لكن الانسان لا يحس دائما بافعاله المرهقة , فيظل اغلبها على مستوى اللاوعي, لكنها بوعي او بغير وعي تقوم بعملها التخريبي على اكمل وجه.
ان الوسط العائلي هو احد المنابع الاكثر انتاجا للارهاق والانهيار"الذي يظهر متأخرا", فاخطاء التربية الخطيرة تلعب دورا كبيرا, بعض المراهقين يحملون في اعماقهم عددا من صعوبات التكيف كل واحدة منها تحمل شحنة عاطفية..اضافة الى كون الحياة العائلية مشكلة تكيف متبادلة ومتواصلة..فالعائلة الواحدة تضم طبائع مختلفة تتطلب تاقلما مرنا ومتفهما.. فتحدث اصطدامات لامفر منها... فاذا تم التخلص منها على الفور..بواسطة توازن الانسان, عن طريق التفسير او بتفجير الغضب.. كان كل شيء على ما يرام بمجرد تفريغ تلك الشحنة..لكن غالبا لايتم تصريفها وهذا ما يحصل مرارا للابناء تجاه والديهم فلا مكان للغضب ولا لللوم لان اخلاقياتنا لا تسمح بهذا ..وعليه يبقى الابن يجتر افكاره المشحونة, واذا وضعنا عدد السنوات التي استمر فيها وتغذى عدم التاقلم في اعتبارنا ادركنا من اين نشأت نواة التعب تلك.
نلاحظ ان سوء فهم الدين ايضا ارضية خصبة للارهاق والانهيار العصبي..فكل شيء يتوقف على المربي الديني وميوله ونزعاته والطريقة التي يشرح بها... عدد من المراهقين يحملون في داخلهم خوف وقلق يصل الى درجة الرعب. فالمفاهيم الخاطئة عن اله وحشي لايرحم تمتزج مع اضطرابات المراهقة لتولد احاسيس مدمرة.
يتبع بالشخصيات الآكلة للطاقة "الشخصيات المرهقة"
ربما نستطيع أن نقول أن العائلة هي أول مجتمع يجب أن يجابهه الشخص.. مجتمع متكامل بكل تناقضاته و إشكالياته
ردحذفتحياتي
اهلا بك صديقي
ردحذفمن خلال حديث الكاتب لم استطع منع نفسي من اسقاط رؤيته لوضعية الفرد في العائلة على وضعية الشعب في الدولة رغم الفروق الشاسعة..لكن اليس الوضع متشابها جدا؟