
كانت المعلمة تكلفنا بكتابة مواضيع عن ميلاد,نشأة وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم, تختار افضلها ليقوم صاحبه او صاحبته بقراءته في حفلة المولد النبوي الشريف, نعم كنا نقيم احتفالا بسيطا قبل نهاية دوام يوم 11 من شهر ربيع الاول, فنزين القسم بالشموع ونعطره برائحة العنبر,وعقب الاستماع لملخص يدكرنا باخلاقه,شجاعته وهديه, تشدو اصواتنا احلى الاناشيد الى ان يدق الجرس معلنا نهاية الاحتفال المدرسي وبداية الحفل خارجا.
بمجرد العودة الى البيت وبعد تناول حليب المساء مع الحلوى المحضرة خصيصا لهدا اليوم الجليل..نستعد بالتزين ولبس اجمل مالدينا..ومن ثم نستادن والدتنا كي تسمح لنا بالخروج الى الحي لرؤية الاصدقاء, وللانها تكون مشغولة بتحضير العشاء الدي لا يمكن الا ان يكون احد الاطباق الشعبية المخصصة للاحتفالات, فيسهل اقناعها ان وعدناها اننا لن نبتعد ولن نوسخ ثيابنا.
في الحومة"الحي" التحضيرات على قدم وساق وغالبا ما تبدا قبل المولد النبوي بفترة طويلة,ففي وقتها كان الصبيان يحضرون المفرقعات يدويا بواسطة انبوب نحاسي واعواد الثقاب,كما كنا نحضر ما نسميه طاسة المولود... وهي عبارة عن علبة معدنية اسطوانية يتم احداث ثقوب في قعرها وتلف بسلك معدني على شكل مقبض.. نضع فيها البخور وسط كمية من الورق وحين نشعل النار نمسكها من المقبض ونركض بها كي تشتعل اكثر وتخرج منها رائحة البخور وتنتشر.... كدلك كنا نصنع مصابيح من القارورات التي يقطع اعلاها ,نفتح لها بابا جانبيا ونركب لها مقبضا معدنيا..ثم نضع في اسفلها صحنا زجاجيا صغيرا نثبت به شمعة.. وترى كل طفل يتجول بمصباحه في السهرة.
اما نحن الفتيات فقد قررنا داك اليوم الاحتفال بطريقة اخرى فاخترنا زاوية بين عمارتين وقمنا بتنضيفها وفرشناها بالورق..ثم احضرت كل واحدة قليلا من الحلوى والبخور وبعض الشموع الملونة من البيت وقررنا ان نبدا حفلتنا بعد ان تساعد كل واحدة والدتها في توزيع الاطباق على الجارات وحده جارنا عمي بن جدو" شيخ طاعن في السن يعيش وحيدا"..وحده يقدر الحكم على احسن طبق فكل واحدة تديقه طبخها, وكنت استغرب اين يضع بقية الاكل بعد ان يتناول ملعقة شخشوخة, واخرى من التليلتلي او المقرطفة او الرشتة والكسكسي...
نتناول عشاءنا بسرعة فائقة ونهرع الى حفلتنا الليلية...فهي مناسبة نادرة ومادامت امهاتنا مجتمعات في بيت احدى الجارات لازل من حقنا السهر...بعد اضاءة الشموع وتزين الحلويات في بيتنا الشارعي الصغير يبدا الجدال باي اغنية نبدا ومتى نوزع الحلوى..فقد اصيب الصبيان بالغيرة من حفلتنا المميزة وراحو يخيفوننا بصوت مرفقعاتهم القريبة وكلما طلبنا منهم ان يبتعدو يشترطون ان نعطيهم بعض الحلوى..
حان الوقت لننتقل الى بيت الجدة .. حزنا لاننا لم نكمل الاحتفال مع الصديقات لكن دهب الحزن بمجرد ان التقينا مع بنات عمات واعمامنا.. هناك تجمعنا الجدة وتضع طبق الحناء في وسط اللمة وتنتظر كل واحدة دورها..لتزين الجدة يدها وهي تغني "زاد النبي وفرحنا بيه ..صلى الله عليه يا عاشقين رسول الله صلوا عليه..."
في هدا الوقت يجتمع اباؤنا على تلاوة القرآن الكريم, او يحضرون حفلا دينيا ساهرا في مكان ما..هكدا كنا نمضي ليلة مولد سيد الانام..وفي الصباح نحضر طبق الزريرة او الطمينة "الدي يظهر في الصورة" الدان يحضران حين يزداد عدد افراد العائلة واحدا ويزدان فراشهم بطفل او طفلة جديدة.
هكدا نحتفل بمولد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كل سنة في شرق الجزائر ولكل منطقة عادات مميزة .. وانتم؟
نحن لا نحتفل وذلك لتأكيدنا ما نفيتيه في عنوان تدوينتك
ردحذفولكن جميل ما تقومون به فهو يجمع الأحبة ويزيد المودة
تحياتي لك ولأرض المليون شهيد
اهلا بصديق اخوية..
ردحذف