الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

منذ اول يوم تلوثت فيه شواطئ الجزائر بانفاس الفرنسيين الغزاة...انطلقت الثورة تلو الاخرى..في الشرق..في الغرب..لوسط..والجنوبلكنها جميعا انتهت بمجازر جماعية وعقوبات لا انسانية ضد اهالي المناطق الثائرة..نعم لقد باءت جميعها بالفشل لانها كانت ثورات محلية لم تشمل ربوع الوطن المترامي الاطرافوتواصلت المقاومة السياسية..وتنوعت اساليب الاحزاب والجمعيات...اندماجيون..مطالبون بالمساواة..منادون بالاستقلال التام والفوري...جمعية العلماء المسلمين الجزائرين...نعم قبل وخلال الثورة استعملت الوسائل السلمية..وكان امل الاستقلال بدون سفك دماء يعشعش في عقول الشباب السياسيين.وجاءت الحرب العالمية..ودارت رحاها..وبدات تطحن اطراف فرنسا وتقترب من راسها...صاحت مستنجدة وطلبت العون من رجال وشباب الجزائر...وجندت الكثيرين في جيوشها كرها..ووعدتهم حرية واستقلالا..صدقوها فدفعت بهم الى الصفوف الامامية...وجعلتهم دروعا بشريةانتهت الحرب العالمية وكانت فرنسا بين المنتصرين..وبين الغدارين الكاذبين ايضا..ذات الثامن من ماي 1945 خرجت الجحافل في كل اصقاع الدنيا فرحا...وخرج الجزائريون كذلك..ليفرحو كما فرح باقي البشر...وليرفعو علم الجزائر عاليا...فماذا وجدو؟ما تبقى من وعد فرنسا؟مدافع ورشاشات ..لهيب ونار...موت وانهار دماء في سطيف..قالمة ..وخراطة...ارادت اسكاتهم الى الابد..ارادت زرع الخوف في النفوس التي طاقت للحرية...ارادت ان ترسخ في الذاكرة صورة العلم الاخضر المرفرف بصورة الدم والروح التي تفارق الجسد..وكان لها ما ارادت.صدمة كبيرة...وضباب الموت غطى كل شيء ومحى احلام المساواة والاندماج والتفاوض الى الابدتجمع الفرقاء روحيا..وصارت قناعتهم واحدة...ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة...وبدات التحضيرات ليوم الفصل ...غرة نوفمبراجتمع اثنان وعشرون شابا من خيرة ما انجبت البطون الجزائرية...وكتبو بيان اول نوفمبر..فكان قولا وفعلا...احتضنهم الشعب ...فداهم وفدوه...ضحو فضحى وصبر سبع سنينسبع سنين جمر ...عذاب...وقهر...بصبرهم وبنادق الصيد القليلة ..قهرو المدافع والطائرات..قهرو فرنسا المدعمة بقوات الخلف الاطلسي..وبحنكة عز نظيرها ...اوصلو صرخات الشعب الحر..لكل الدنيا..وحققو النصروالحرية لكل شبر من هذه الارضصدق شاعر الثورة اذ قال نوفمبر غيرت مجرى الحياة
وصرت نوفمبر مطلع فجر
بسم الله الرحمن الرحيم نداء إلى الشعب الجزائري أيها الشعب الجزائري . أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية. أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا - نعني الشعب بصفة عامة ، والمناضلين بصفة خاصة - نعلمكم أن غرضنا من نشر هذا الاعلان هو أن نوضح لكم الأسباب العميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا ، ومقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي .ورغبتنا أيضًا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الامبريالية وعملاؤها الاداريون وبعض محترفي السياسة الانتهازية. فنحن نعتبر ، قبل كل شيء أن الحركة الوطنية - بعد مراحل من الكفاح - قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية ، فإذا كان هدف أي حركة ثورية -في الواقع -هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية ، فإننا نعتبر أن الشعب الجزائري ، في أوضاعه الداخلية متحدًا حول قضية الاستقلال والعمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة من طرف إخواننا العرب والمسلمين. إن أحداث المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد ، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحريري في شمال إفريقيا . ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل . هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدًا بين الأقطار الثلاثة. إن كل واحد منها إندفع اليوم في هذا السبيل ، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث وهكذا ، فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ، نتيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين ، توجيهها سيء ، محرومة من سند الرأي العام الضروري ، قد تجاوزتها الأحداث ، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحًا ظنًّا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية. إن المرحلة خطيرة . أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلاً ، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصممة ، أن الوقت قد حان لإخراج الحركـة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص والتأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة والتونسيين . وبهذا الصدد فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة ، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية الأشخاص والسمعة ، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية، أن يمنح أدنى حرية . ونظن أن هذه الأسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت إسم : جبهة التحرير الوطني. وهكذا نتخلص من جميع التنازلات المحتملة ، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية ، وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية، أن تنظم إلى الكفاح التحريري دون أدنى اعتبار آخر . ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي. الهدف : الاستقلال الوطني بواسطة : 1 - إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الاسلامية. 2 - إحترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني . الأهداف الداخلية : 1 - التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء على جميع مخلفات الفساد وروح الاصلاح التي كانت عاملاً هَامًا في تخلفنا الحالي . 2 - تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري . الأهداف الخارجية : - تدويل القضية الجزائرية . - تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي والاسلامي . - في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية. وسائل الكفاح : إنسجَامًا مع المبادىء الثورية ، وإعتبارًا للأوضاع الداخلية والخارجية ، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا . إن جبهة التحرير الوطني، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما : العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، والعمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، وذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين . " إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء وتتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية ". وحقيقة أن الكفاح سيكون طويلاً ولكن النصر محقق . وفي الأخير، وتحاشياً للتأويلات الخاطئة وللتدليل على رغبتنا الحقيقية في السّلم، وتحديدًا للخسائر البشرية وإراقة الدّماء ، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة إذا كانت هذه السلطات تحدوها النيّة الطيّبة، وتعترف نهائيًا للشعوب التي تستعمرُها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها . 1 - الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضًا فرنسية رغم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري . 2 - فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أساس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ . 3 - خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع كل الإجراءات الخاصة وإيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة . وفي المقابل : 1 - فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية والمتحصل عليها بنزاهة ستحترم، كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص و العائلات. 2 - جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصليـة ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية، أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالـة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات. 3 - تحدد الروابط بين فرنسا والجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين الإثنتين على أساس المساواة والاحترام المتبادل. أيها الجزائري إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة. وواجبك هو أن تنضم إليها لإنقاذ بلدنا والعمل على أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك. وانتصارها هو إنتصارك. أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقين من مشاعرك المناهضة للامبرياليين، فإننا نقدم للوطن أنفــس ما نملك. الفاتح من نوفمبر 1954 الأمــــانــــة الـــوطـنــيـــة

هناك تعليقان (2):

  1. قرأتها و لكني رأيت أن الإسلام ورد في نقطة واحدة أو نقطتين . الإسلام دين و إيدولجية حياة . لتكون كلمة الله هي العليا و هذا أسمى من تحرير الأرض و العرض و المال و النفس ؛ مع العلم أن الإسلام جاء ليحرر كل هذا .

    ردحذف
  2. الإسلام دين و إيدولجية حياة ...الاسلام ..افعال بنية صادقة وباخلاص...وليس اسلوب حديث
    وهذا بيان لحزب جبهة التحرير الوطني وليس خطبة جمعة ...
    فان اردت ان تحاكم من كتبه اذا كان مؤمنا ام لا ابحث عما يناقض روح الاسلام فيما كتبو وفي ما فعلو
    بانتظارك

    مرحبا بك زكي الاخضر ...اعد بزيارة موقعكم متى سمح لي الوقت
    وشكرا لكما

    ردحذف