الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الأحد، 4 ديسمبر 2011

وطن ووطن..حب وحب...موت وموت

حين نأتي الى الدنيا لا تختار أمهاتنا ولا مكان وساعة ولادتنا ..حين لم نكن نعرف شيئا..ولا نفرق بين الأم والأب ولا بين القريب والبعيد..حينها كلنا وبدون استثناء كنا نهرع الى أحضان امهاتنا وتسكن صرخاتنا لمجرد سماع صوتها او لمسة يدها... ليس لأنها الام والوالدة فقطعا حينها لم نكن نعي ولا نفهم معنى هذا الكلام..وليس لانها الاجمل ولا الارقى ولا الانقى...بل لأنها الوطن ... وطن سكناه تسعة أشهر...نعم فقط تسعة أو سبعة أشهر من الوطنية كافية لبني البشر ليعشقو اوطانهم الاولى ويخلصو لها مدى الحياة..يصفحون عن جميع اخطائها ويقطعون اليد التي تفكر في أذاها..حتى لو كانت يد الاب نفسه... ليس هذا فحسب فنحن نرتبط بكل ما يتعلق بها ولهذا نحب شركاءنا في الوطن الاول فلا تتلف روابط الأخوة بسبب الاختلافات مهما عظمت..فترخص حياتنا وآلامنا فقط بفضل شراكة التسع أشهر.. ... فكيف نتحمل نزيف وطن التسع والعشرين والتسعين سنة؟ كيف يتغلب حب مخلوق مهما صلح وعظم شأنه على حب الوطن؟ كيف نرى أمنا تصفد وتسرق..ثم تطعن وتنزف وتحوم الغربان الجائعة حول رائحة دمائها ودماء ابنائها...فنتحسر بصمت أو نكتفي بلعن ذلك الأب المشوه سرا أو جهرا...ونهرول هربا من منظر الدم وخوفا من مفارقة الحياة...أو نصفق لظالم أمنا واخوتنا ونهتف له " نحبك " أي حب هذا الذي يتفوق على حب الأوطان وأي خوف هذا الذي يربو على الخوف على الوطن؟ وأي فقد أفضع من فقدان الوطن؟ لماذا تصمت وتختبأ في بيتك؟ لماذا تكتفي بالكلام أو ببعض الدموع والكثير من الألم؟خوفا من الموت؟ كلنا سنموت...لا احد باق الى الابد...لم نختر ساعة ولادتنا ومكانها ولن نختار ساعة موتنا ولن نقدر على توقع الحالة التي سنموت عليها مهما اجتهدنا في ذلك... ستموت بسبب زلزال او طوفان او مرض عضال...ستموت بسبب صدام او حتى مجرد زكام..كما قد تموت غارقا في الكوابيس والأحلام فمما تخاف ولما تصمت وتهرب...الموت آت في موعده المحدد لا محالة قم أمك تناديك..تستصرخك فلبي نداها ستجد رئيسا آخر..بيتا آخر ...عملا آخر...و ان مت ينتظرك عمر آخر ...لكنك ان خسرت وطنك لن تجد لنفسك ولا لابنائك وطنا آخر لا تنتظر مددا من جيرانك...لا تنتظره من ابناء خالاتك وعماتك فكل مشغول بأمه...لا تبحث عن منقذ مستأجر...ولا تأتمن أحدا على مصير أمك..الاك .. أمك لا تطلب الكثير..فقط صوتك ووقفتك...انصرها ولا تخذلها قم أمك تناديك..تستصرخك فلبي نداها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق