ذات 21 ماي 2003 ... وصلت بي النقمة على شباب الجزائر لدرجة أني أفضل أن ألغي وجبة الغداء على أن أذهب لأقرب محل أقتنيه .. فقط حتى لا أرى وجوه الشر ولا يروني ـ أقصد شبابا من داخل وخارج الجامعة منتشر كالذباب في كل مكان وأكثر إزعاجا وخطرا من كل الذباب والباعوض ـ
ودقت ساعة القدر...وزلزلت الأرض
توقف عقلي عن العمل...وركضت كالمجنونة أبحث عن هاتف لأطمئن عن أهلي..وصلت قلب المدينة بعد الهزة الثانية مباشرة..وجدت محلات مفتوحة ولا أحد فيها ...سلعا غالية ملقاة على الأرض ...ولا أحد يكترث..
وجدنا الشباب الذي كان يملأ المدينة بقلة الذوق والأخلاق نهارا...يساعد العائلات والطالبات للجوء الى مكان آمن .. وبكل عجب شهدت أنهم تقدموا مني وصديقتي سائلين...أختي هل تريدين ماء ...دواء...هل تحتاجان شيئا..
ثم يمضون دون نصف نظرة مشينة..
مشينا طرقا مختصرة وشبه مهجورة...دون ان يقترب منا أحد
وصلنا حي 1200 سكن لنجد أغلب زملائنا في الجامعة يخاطرون بحياتهم ويدخلون تحت الأنقاض والهزات الارتدادية تتوالى في كل دقيقة بحثا عن أرواح تحتاج النجدة..
في صباح ذاك اليوم وصلت الى قناعة...أن هذا أقذر شعب يمكن أن يوجد على وجه الأرض
في تلك الليلة...رأيت الوجه الحقيقي ...الروح الحقيقية التي تسكن هذا الشعب...والتي بكل أسف...يخجل بها ويحاول إخفاءها بمختلف الأقنعة المقيتة.
لهذا...أنا أعشق هذا الشعب ...رغم كل شيء ...وأحب جنونه وتطرفه
ورغم كل شيء ...أعلم يقينا...أنه شعب جبار...لا يظهر معدنه الحقيقي إلا في الوقت المناسب.
الشمس تشرق دائما
في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار
الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014
أمل الجزائر في شعبها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق