جلست على درج الجسر المهترئ ريحانة..نصف إمرأة نصف ملاك..نصف طفلة ..نصف عجوز ..تذيب القلب بصرخاتها"منشان الله ساعدونا نحن اخواتكم الأيتام .." إن تقدمت نحوها وساعدتها ببعض ماتملك ذابت روحك في عيناها الخضراوان الجميلتان اللتان تصفعانك بحزنهما .. قبل أن يصرخ فيك جمالها وأنت تدير ظهرك لتمضي بعد أن رشيت ضميرك بصدقة رمزية:"لمن تتركها..من سيحميها وإخوتها الصغار من ذئاب الليل والنهار!"
وأمام عجزك..تدعس قلبك وتمضي مسرعا وصوتها يخفت شيئا فشيئا...تحاول تذكر كل ماعليك فعله في جولتك هذه لتراوغ الصوت المعاتب القادم من أعماقك
وماهي إلا خطوات قليلة حتى يهجم عليك منظر أم مالية مع رضيع أسمر جدا..يستوقفك حجمه الصغير..لكنك تحمد الله أنه هو ووالدته يديران وجهيهما للإتجاه الآخر ...فتهرب قبل أن تهاجمك نظراتهم.. فقد حفظت الدرس...يكفي الألم الذي بثته فيك تلك الفتاة السورية ..تمشي في شوارع العاصمة بحذر ..ساعة..ساعتان..يخيل إليك أنك نفذت بقلبك ولم تتورط معه ورطة جديدة
واذا بشيخ أبيض الوجه..رمادي العينين..عديم الأسنان جالس على رصيف مرصع بالمتسولين..وقبل ان تهرب الى الرصيف الثاني تمر بمحاذاته شابة فيتعلق بيدها ويرجوها:"على وجه ربي يابنتي...اعطيني نشري خبزة"...فتجزع الفتاة...تنفض يدها من يده وتسرع في خطوها...دون ان تلتفت إليه...تتسمر أنت...تراقبها...تفكر أي قلب تملك...تفكر...يال المسكين...تتفحص جيبك...فلا تجد فيه الا سعر تذكرة العودة...يتفتت قلبك وتعود بسلام...لكن بدون قلب
الشمس تشرق دائما
في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار
السبت، 25 يوليو 2015
قلوب مهترئة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق