قررت أن أدلل نفسي هذا الشهر على الأقل .. لا حافلات ..لا اختصار للمسافة ..سأركب الترامواي وانتظر محطتي بصبر
هذا الصباح كان حيي شبه فارغا .. كالمعتاد فقط من يقصدون عملهم يحثون الخطى من هنا وهناك
وكان المنعرج خاليا .. "سيلفي والورود خلفي .. هذا انسب وقت .. باب الحلاق مغلق وكذا بائع الشاي .. التفت يمينا وشمالا لا أحد ..توقفت لتحديد المكان الاجمل .. ثم كأن وحيا أمرني ان ارفع رأسي صوب العمارة .. هففف كان هناك أحدهم يتلصص علي .. تظاهرت اني سأتصل بأحد ما وانتظره هناك ..للحظتين ثم انصرفت خائبة ..
رأيت ظلي ..فرحت اصور صاحبة الظل القصير :)
الترامواي على عكس الطريق كان على وشك الانفجار ... فاستسلمت وتوجهت صوب الحافلات .. ولدهشتي وجدت اثنتين او ثلاثا ينتظرون الركاب .. عاودت معنوياتي الارتفاع وانا اسرع بالصعود .. الكرسي الأخير هناك بجانب شاب يرتدي ثيابا رياضية ..كأنه في المنزل .. كان نظري مركزا على غنيمتي الصباحية "الكرسي" فلم انظر في وجهه حين وقف وترك لي المقعد المجاور للنافذة ..
لا فرامل على وجنتاي .. لم اتمكن من كبح ابتسامتي حين بدأ يتحدث الاسبانية بطلاقة مدهشة .. وزادت ابتسامتي اتساعا حين جاءني صوت محدثته لطيفا ناعما ..لابد أنها تحبه .. هذه نبرة عاشقة ..هكذا قال حدسي ..قررت في ذات اللحظة ان اكتب لكم عنه ..عن اللطافة التي اكتساها صوته بالاسبانية ..قالت شريرتي "ايه اللطافة لهن والجلافة لنا " .. فاستدركت مجيبة .."اعتقد جديا أن العيب في لهجتنا .. كل القسوة فيها"
أتى القابض ..فحرصت ان اجيب بصوت منخفض عن وجهتي ..وكذلك فعل الشاب ..كلمه بالاشارات ههههه ..
قلت لنفسي .. مضطر المسكين ..كيف سيشرح للجميلة معنى عبارة تقدم للخلف مثلا ..
حين اغلق المكالمة ..التفت لي مباشرة وقال:"اظنك فهمت كل ما كنا نقوله "
اجبته ان لا ..فقط اعجبت بطلاقة لسانك بالاسبانية ..
فقال :مالقيناهمش هنا ..نجيبوهم من الهيك"
ولأول مرة ألاحظ انه يحلق لحيته على طريقة السلفيين .. لو كنت انتبهت سابقا ..لما جلست قربه
اجبته :"لم لا ..بالتوفيق ان شاء الله " والتفت للنافذة ..
قرب هاتفه من مجال نظري واراني صور صديقته البرتغالية .. جميلة فعلا ..لكنها سمراء بشعر أملس وابتسامة جميلة ..تشبه الجزائريات قلت في نفسي ..وله قلت "شابة"
تشجع وفتح محادثاته مع الكولمبية والارجينتينية وأراني صورهن .. متحدثا هده المرة بصوت لا يكاد يسمع ..وكنت اجيب بإيماءات فقط كأني فهمت كلامه
وصلت محطتي قبل ان يريني كل قائمته ..نزلت وبعقل ذاهل ..حين تجاوزتني الحافلة مكملة طريقها . اخرج رأسه من النافذة وحياني
رددت التحية ..وانا اقول له .. انت لازم نمنشر فيك ههههه لالازم
الشمس تشرق دائما
في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار
الأحد، 28 يونيو 2020
سلفي بلاستيك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق