الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الخميس، 18 فبراير 2010

اعلام الكوارث

حين تتصفح السواد الاعظم من جرائدنا اليومية لا يمكن ان لا تثني على قدراتها الخراقة ومجهوداتها الجبارة وتستغرب فعلا لماذا يلقي شبابنا بانفسهم الى البحر وستدمن حتما على اقتناءها باكرا ..لتمتص كل طاقتك الصباحية وتسرق الابتسامة التي يفترض ان تقابل بها زملاءك في العمل . تقف امام المحل وتلقي نظرة على العناوين الكبرى فتجدها كالتالي مراهق يرمي باخته من الطابق ال .... - اعلامي يسب الجزائر ويهين شهداءها - سكير يذبح ابويه واخوته - شاب يحرق نفسه اما بيت حبيبته - والعناوين الاقل حجما مصائب اقل اثارة . ليس امامك خيار كل العناوين متشابهة اشتري اي منها واسرع فقد فاتك القطار..حين تفتح جريدتك المحببة فستجد في الصفحات الستة الاولى , اخبار عن الحياة السياسية من قبيل قال فلان ورد علتان.. واخرى من نوع :تفكيك عصابة مزورين..حكم غيابي باعدام فلان بتهمة الارهاب.... السابعة ايضا لا تختلف كثيرا, الثامنة اشهار و التاسعة اخبار البلديات..اما العاشرة وهي اسوا مافي الجريدة اذ تحتوي على مقالة وحيدة مطولة غالبا ما تكون مفيدة.. لكن من يبجث عن الفائدة ومن يحتاج ان يستفيد.. مقالة واحدة كافية جدا للبرستيج. الصفحة الحادية عشر نصفها اشهار ونصفها مخصص لاخبار العالم . دائما اسمع ان العالم قرية صغيرة لكنني لم اتخيل ان يكون صغيرا لهذا الحد..او ربما ليس صغيرا لكنه يعيش في سكون كبير فاخبار اليوم لا تختلف كثيرا عن اخبار السنة الماضية..ونحن هنا في الجزائر اكثر حركية والاحداث عندنا تتسارع بشكل يفوق الخيال .. في حين تكون الصفحات الاربعة التالية مخصصة للرياضية طبعا ..الجسم سليم والعقل لابد ان يصبح سقيم لذا لابد من بث الفتنة بين المدرب واللاعبين.. بين الفرق وبين المناصرين ولابد من تقصي كل ما يقوله عنا بقية المنافسين..فنحن لسنا نائمين نسمع دبة النملة ونرد بقوة على كل المتطاولين .. الصفحة الموالية اشهار والتي تليها خطأ مطبعي لابد ان يعاقب من اقدم على نشر مقالة ثانية لكاتب اخر..الا يعلم ان القارئ ملول ويكره التكرار... ثم صفحتي اشهار متتاليتين قد ترفه عنك قليلا..ولا يخفى عليكم ان جريدتنا حريصة على العلم جدا لذا خصصت صفحتين لنشر مواضيع باكالوريا مصححة.. تعقبها صفحة تسلية كي لا يجن طلبتنا من كثر المراجعة ومن ثم صفحة الا ربع للثقافة واية ثقافة.. ثقافة قالت الوزيرة... وافتتحت... ونظم حفل في قاعة ...الفنان او الكاتب الفلاني مريض..يحتضر او في ذمة الله .. لايمكن ان يتكلمو عنه قبل هذا اطلاقا. اما اخر صفحة فهي لتدارك النقائص وذكر مانسيو ذكره من الاخبار التي جمعوها على باب مركز الشرطة او من قلب الحدث من قاعة المحكمة لماذا؟ لماذا اصبحت جرائدنا على هذا الشكل؟ لماذا اصبحو يتحرون المصائب ويبحثون عنها ولا تفلت منهم اينما حلت.. ولو كانو يتعرضون لهذه الاحداث بدراسة اجتماعية لقلنا لابأس ..لكنهم يكتفون بسرد الوقائع ووصف الفضاعات حتى اصبحت عندنا مناعة ولم يعد اي خبر يمكن ان يثير اشمئزازنا واستغرابنا..اضافة الى انهم يشجعون على العنف من حيث لا يعلمون..فكثير من الشباب الضائع كان قد نسي ان اخته او امه ان كلمت او ابتسمت لرجل يجب ان تقتل وابدل القتل بالسجن المنزلي .. الذي يليه زواج قصري.. وجرائدنا المحترمة تحيي هذه السنة الحسنة... بالله انظروا الى الصور التي تنتقونها لتكون مرآة لشعب الجزائر وتذكرو بالامس القريب ..العشرية السوداء..وكيف كنتم تنتقدون الصحافة العالمية و تصرخون بصوت واحد لسنا كلنا ارهابيين.. والجزائر والاسلام ليسا مرادفات الارهاب ونحن لا نعاني من حرب اهلية نحن ضحايا متطرفين .. بالله تخيلو من لم يطء هذه الارض في حياته ويريد ان يعرف عنها من صحفها.. ايحق لنا لومه ان اطلق علينا صفة العنف وعممها على الجميع؟ اليس لكم يد الى جانب المتطرفين والمجرمين في اعطاء ذرائع لاهانة كل جزائري تطؤ قدماه مطارات فرنسا او امريكا؟ اليست الجريمة اكثر انتشارا في اوروبا وامريكا؟ لما لا يشهر بها هناك كما تفعلون؟ اليس هناك قضايا وامور اولى بكثير؟الا يوجد من الجزائريين من الف كتابا وخمسة وعشرة وعاش في الظل ثم مات ولم يسمع به احد؟ الم يمر من هنا قط اناس يستحقون الذكر؟بل الا يوجد في العالم العربي والغربي على حد سواء سوى المجرمين؟ ماذا تخسرون لو نشرتم قراءة في كتاب مرة كل اسبوع او حتى مرة كل شهر؟ هل ستجف محابركم ان نشرتم صورة لفنان اوكتبتم عن اختراع احد ما ؟ وعلى ذكر الاختراعات سابقا كانت الجرائد تحتوي على صفحة مخصصة لاخر مستجدات العلوم والتكنلوجيا وصفحة مخصصة للطب والصحة لم الغيت هذه العادة ؟ لابد ان العلم وصله الى ذروته ولم يعد هناك جديد . هل اصبحت الجزائر عقيمة حتى تترك الجرائد لاصحاب الاقلام الركيكة والعقول التي لا تحسن حتى التفكير الصائب في طريقة تجميع اكبر عدد من القراء الاوفياء ؟ للاسف الشديد هذه حال اغلب الصحف الناطقة باللغة العربية.. وللاسف ايضا ان هذه الجرائد التي يقراها عامة الناس ليس اعجابا بمحتواها ولكن لصعوبة القراءة باللغة الفرنسية. وهذا ما يعمق الفارق بين المفرنسين وغيرهم ..وهذا ما يمنح الفرصة لدعاة الفركوفونية لسحب البساط من تحت اقدام رواد لغة الضاد التي غدر بها احباؤها.

هناك 6 تعليقات:

  1. الإعلام العربي بشكل عام فاشل بامتياز.. فهو عدا عن لا مهنيته و تبعيته للجهات السلطوية و الأمنية يتمتع بقدر كبير جداً من الصفراوية القميئة.. يهم العنوان الجذاب و المحرك للغرائز, حتى لو كان كاذباً !

    تحياتي

    ردحذف
  2. أختي الكريمة السلام عليكم.

    لست أدري فربما أكون مخطئ لأني أحسب نفسي تركت تعليقا على هذا الموضوع.

    تحياتي الأخوية

    ردحذف
  3. موضوع متشابك حنين
    الصحف تخضع لحسبة مالية فلابد ان تبيع لذا هم يبحثون عن توليفة سحرية لتحقيق البيع وهناك صحف متخصصة فى الادب مثل اخبار الادب المصرية ولك فى الانترنت العزاء يا عزيزتى
    اما عن مصطلح الفرنسة وقراءة الصحف الفرانكفونية فهذا افضل صدقينى المواطن العربى اثبت التاريخ ان احتفاظة بهويتة يقودة الى الاضمحلال الفكرى والحضارى والتعصب ولك فى مصر مثال فى وقت الاحتلال كانت جداتنا تتحدث الانجليزية والبعض الايطالية ارتقت عادتهم وسلوكهم لاحتكاكهم بامم اخرى متقدمة اما الان فالحال مزرى . ان تحدث الجزائريين الفرنسية ليس وصمة بل هو اندماج مع حضارة وثقافة اخرى ترتقى بالفرد وتوسع مداركة ما الضرر اذا تحدث الفرد لغات عدة وانصحرت داخلة عدد من الثقافات المختلفة اعتقد هذا افضل لارتقائة الحضارى .

    ردحذف
  4. صدقت ياسين اعلامنا متميز في الفشل
    شكرا لك

    ردحذف
  5. توفيق التلمساني
    مرحبا بك مرة اخرى ..لم اجد غير هدا التعليق..وتمنيت ان اعرف وجهة نظرك بما كتبت..لكن يبدوا ان هناك خللا ما
    بانتظار اراءك دائما

    ردحذف
  6. صديقتي كونتيكي.. الانترنت نعمة والله ..لا اعرف كيف كان مصيري لولاها..لكن لاتنسي ان الشريحة الاكبر في مجتمعاتنا لاتقر غير الجرائد وحتى استخدامها للانترت خاطئ تماما فكيف نرتقي بهؤلاء؟
    واللغة الفرنسية هي هي لغة محببة جدا الى قلبي رغم انها لغة المستعمر ورمز ثقافته لكنني لاارى حرجا ولا عيبا في ان احبها او ان اخد من الثقافة الفرنسية والاجنبية عموما ما يناسبني..واوافقك الراي ان لها اضافات مفيدة جدا في موروثنا الثقافي..لكن من تحدثت عنهم يتبنون منطق ان اللغة العربية لغة قاصرة عن مواكبة الحضارة..ولا تنفع الكتابة باحرفها الا للرضوخ والبكاء على الاطلال وهدا ما يغيضني جدا
    شكرا جزيلا لك

    ردحذف