من بين كل الأرواح المتهاطلة على أبواب السماء في عصر الوباء هذا.. علقت بقلبي روح شفيفة.. قررت الرحيل.. كتبت وداعا ومضت بعد خمس دقائق.. خمس فقط..
روح غريبة.. بالغة الهدوء والرحمة بالآخرين.. مفرطة في القسوة مع ذاتها.. هربت من ظلم النفس والناس إلى رحمة رب الناس..
لست أدري لماذا أعود لوداعه.. اقرا كلام عائلته.. احبائه.. وكلام الغرباء مثلي..
مجرم.. سيخلد في الجحيم.. لابد أنه ارتكب كبيرة أو ربما قتل بريئا لهذا عذبه ضميره.. يقول من لم يحاسب نفسه ولو مرة.. من لا يملك قاضيا داخليا.. ولا قلبا ولا حتى مرآة صادقة وكل ما يعرفه عن نفسه.. صورة متخيلة أو مقتبسة من فيلم بطله خيالي لا إنسانية فيه.
نعم لابد ان يحترق في الجحيم هذا المختلف الذي تجرأ على تقييم نفسه ومحاسبتها فأسرف بالجهر والعقاب.
طيب.. ذو قلب طاهر.. مؤمن وذو خلق.. هكذا قال عنه من عرفه.
لعلها خطة.. لعل هناك من نشر على صفحته بدلا عنه ليبعد الشبهات.. يقول جبناء وموسوسون.
أعود إلى الخلف.. اسائل صفحته فلا أجد إلا الصمت.. الكلام العادي الذي لا يعني شيئا
أما صورته.. سمار جميل يخالطه صفار التعب.. وابتسامة رؤوفة يبدو أنها لم تفارقه حتى آخر لحظة.. لأنه ربما يفضل ان يشع بابتسامة على أن يتسول بدمعة أو بتكشيرة في مجتمع لا يتصدق بغير المال إطلاقا
كانت حربك طاحنة وكانت نتيجتها واضحة مادمت الخصم ولا حكم.. مادمت صرفت كل رحمتك.. محبتك وتفهمك للآخرين ولم تترك لنفسك شيئاً.
نم مرتاحا الآن.. عسى أن تجد الرحمة كلها عند رب الرحمة
الشمس تشرق دائما
في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار
الجمعة، 17 أبريل 2020
رحمك الله.. بوبكر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق