الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الخميس، 28 مايو 2020

لا أعمم لكن...

عندما اتحدث عن ظلم الرجل ومظلومية المرأة .. فلا يمكن ان يغيب عن بالي نساء عرفتهن شخصيا او سمعت حكاياتهن
كجارتنا الأمية .. التي تتعرض للضرب والاهانة على يد زوجها خريج التعليم الابتدائي ..كابنتها ذات الثالثة عشر والتي منعها والدها من دخول المتوسطة ..كي لا تفسد اخلاقها وهو الآن يحضر لها عريسا
عندما ترون الغضب بين سطوري .. ستجدون انه اقل من معاناة تلك الفتاة التي تضربها والدتها لأتفه سبب وتحرض اخوتها عليها .. يتم ضربها بعنف فتكسر يدها ..يربطونها بخشبة كي لا تبقى بها ندبة تمنع العرسان عنها .. ويحبسونها في كاراج البيت

عندما اتحدث عن الظلم .. اتحدث عن بنت الريف المسكينة التي اوقفت عن الدراسة لبعد الثانوية عنها ..عن والدها الذي رفض كل خاطبيها ..عن عمرها الذي امضته وتمضيه في تنظيف وتغذية وتربية اخوتها الذكور وابنائهم ..عن البحر الذي لم تره حتى بلغت من العمر عتيا ..عن لجوئها للخياطة وبيع البيض خلسة من اجل الحصول على حقيبة يد او خمار لائق

عندما اتحدث عن استهتار الرجل ..فأنا اتذكر .. اب البنات الثلاث ..المدمن الذي يجبرهن على اعطائه النقود والذي جعلهن يتركن مقاعد الجامعة قبل التخرج .. ودفع بإحداهن الى طريق لا عودة منه ..اتحدث وانا استشعر الغصة في صوت اعقلهن وهي تتمنى لو لم تكن لها اخت صغيرة لتقفز من الشرفة وترتاح

اتحدث عمن اعرفهن وعن اخريات كثيرات لا يسمع بهن أحد ..
انا اتحدث عن واقع مأساوي ..لا أبالغ ولا أعمم
ففي النهاية انا اكثر الجزائريات حظا ..لأن لي أبا نادرا كالألماس .. حماني من تعصب المحيط بكل ثقة وشجاعة وغرس في بذرة الحرية ..لو لم أعرف شهما غيره ..لكان وحده كافيا .. كي لا أعمم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق