الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الأحد، 21 مايو 2017

21 ماي آخر

نمت متأخرة ..لكن صحوت قبل المنبه بنصف ساعة او أكثر .. بدت نبضات قلبي غريبة بعض الشيء لكني كنت مبتهجة .. تبدأ أغلب أيامي بإبتسامة .. وتفاؤل نقي كندى الصبح أو كذاكرة طفل في الثالثة

فتحت النافذة لاستقبل صوت الطبيعة ..الجميلة دوننا .. روضت نبضي المتمرد .. ثم زجرت قلبي .. ماتزيدش تعاودها .. النظام لك والفوضى لي ... لكن صوت سيارات اسعاف -هكذا اعتقدت- خالط صوت العصافير .... كلما سمعت هذا الصوت اتذكر 21 ماي واضطرب ...
تركت فراشي مبكرا .. اليوم ككل يوم عزمت ان اصل المكتب قبل الجميع لأنعم ولو بخمس دقائق من العزلة النادرة جدا مؤخرا .. فحتى النوم بات يأتي سريعا ويتفنن في تنظيم التجمعات مع أكثر المعارف بعدا وغورا في الذاكرة .. ... اضحك لا
اراديا كلما نويت هذا ..فأنا خلقت لاستغلال الدقائق الأخيرة .. لأصل في الثانية الأخيرة ..او بعدها بوقت طويل ..
كلما استيقظت ابكر ..كلما زادت نسبة تأخيري ..
في الحافلة .. بدأت زحمة المرور من أول خطوة .. الركاب يتذمرون ..يتساءلون عن سبب الخنقة الإضافية ..القابض يقول أنه بسبب مسيرة متقاعدي الجيش ..
هؤلاء من سهروا على أمننا ليال طويلة ..فهل يستحق خروجهم كل هذا الخوف !!
توقفنا في محطة قريبة من مكان عملي .. لم اسرع خطاي اليوم تحديدا بما أن التأخير شمل الجميع .. حين وصلني صوت هتافات رجالية ..توقفت ورحت ابحث عن مصدرها حولي .. مسيرة على الطريق السريع ..في يوم كهذا ..غير ممكن .. مازلت في حيرتي واقفة حين مرت امامي سيارة شرطة وخلفها حافلة مليئة بالرجال الهاتفين اللذين لم اتمكن من فهم ما يقولون
أحد المزعجين .. رافقني كما ترافق سيارة الشرطة المتظاهرين ..الى ان وصلت باب الشركة .. لحسن الحظ ..كان يلتزم الصمت

وأنا أوقع على ورقة الحضور .. انتبهت لأول مرة لتاريخ اليوم 21 ماي  .. وعند كتابة السنة دونت 1917 هههه ضحكت مجددا قبل ان تسحبني الذكرى الأليمة الى المقارنة بين ذلك الاربعاء وهذا الاحد ...تذكرت ايضا اني اعيش هذه الأيام دون موسيقى .. وأن دماغي يحتال علي ويشغل موسيقى الزير سالم اغلب الوقت .. احترت مالذي ذكره بها .. فمن المفترض ان ترافقني موسيقى ارطغرل ..فهي الوحيدة التي تستوقفني كل اسبوع مرة

21 ماي
يالها من ذكرى أليمة .. يقول الصدى في رأسي ..فأجيبه بصوت أعلى ..هناك خير في كل شر .. ذلك الألم اعاد لي   الثقة في معدن هذا الشعب ..لا تنس هذا مجددا ..هل فهمت!..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق