الشمس تشرق دائما

في قلعة الثوار ... في جزائر الاحرار... ننثر عليكم ورودا وازهار

الأربعاء، 24 مايو 2017

عن المرأة والسياسة


حين نتحدث عن حرية المرأة فأول ما يتبادر لذهن الأغلبية .. حرية اللباس والتنقل ..أي حرية التصرف في حياتها الخاصة جدا .. يفترض أن يكون هذا التقييم الأولي حاجزا كافيا لإيقاف التفكير
في اجابة للسؤال التالي
-المرأة نصف المجتمع .. والنساء نصف الشعب وربما أكثر.. فلماذا لا نكاد نجد لهن حضورا مؤثرا في الشأن السياسي?!
يبدو الجواب واضحا جليا ..فالمثل الشعبي الجزائري يقول "رأي الضيف في يد المضيف " وإن كانت الشابة شأنها شأن الشاب في ذلك .. تعيش تحت سقف العائلة ..فهي ملزمة بإحترام قناعات رب البيت .... وإن كان العرف يرى في تعاطي السياسة شأنا رجاليا .. ويضع قوة شخصية المرأة على الكفة الثانية من ميزان الإسترجال .. إن إستمر في اعتبار أبسط نقاش للرجل ..في أي أمر ..طولة لسان وقلة احترام ولو كانت ادوات هذا النقاش ..الادلة والمنطق والبرهان ..إن تواصل حسم النقاشات لصالح الأكبر سنا والمذكر جنسا ..على حساب الرأي الأصوب .. داخل أغلبية الأسر فلا تنتظروا مشاركتنا سياسيا قريبا
أعلم كما تعلمون أن كثيرا من الجزائريين يستهجن مجرد حديث المرأة في السياسة .. ويعتقد أنه يذهب بأنوثتها "فاهتماماتها يفترض أن تتنوع بين طبخ ..أزياء وتجميل .. لتتوسع الى الإجابة على اسئلة وجودية من قبيل ..كيف تكونين وديعة مطيعة ..كيف تسعدين الجميع وكيف تحصلين على صيت طيب"
فحتى من يصفون هذه الاهتمامات بالتفاهة ويسمون النساء بالسطحية يساهمون في ترسيخ هذا المفهوم الشائه عن طبيعة تكوين عقل المرأة كأنها تنتمي لفصيل آخر من الكائنات أو تعيش في وطن آخر ..غير هذا الذي اختطفت مفاتيحه فأقفل أبواب الحياة في وجوه أبنائه وبناته
كلا أيها السادة ..نحن هنا معكم ..نعاني الرداءة والتهميش مثلكم .. يصفعنا اهمال السلطة لمصالح الشعب .. واهمال الشعب لتقويم السلطة في أدق تفاصيل حياتنا ..في الجامعة والمشفى ..على الرصيف ومن خلال أزمة السكن والعمل ووو
فإن غابت اصواتنا فربما لأن لنا مشاكل ومعارك اضافية وضرورية لتحريرها... حروب تبدأ مع الألغام التي زرعت في داخلنا منذ الطفولة ..لتستمر داخل الأسرة والمجتمع ..حروب مريرة لا تنتصر فيها إلا الجبارات أو المحظوظات ممن تلقين دعما مباشرا من أب..أخ أو زوج.
..
نعم فكما كانت الفروسية قديما في الحرب والقتال .. فقد صارت في أيامنا فروسية السياسة والنضال .. وإن كان عدد الأبطال الذين يخوضون هذا التحدي ويربحونه قليلا جدا ..فالطبيعي أن يكون عدد البطلات أقل بكثير ..
واختم بقولي أن وجود رجل واع في أسرة ما كاف لتجنيب المحيطات به كثيرا من الحروب الجانبية .. وبأبسط جهد .. فلا تبخلوا عليهن بدعمكم ..ففي النهاية نحن وإياكم في مركب واحد ..
لا نهضة لكم دوننا ولا نهضة لنا دونكم

هناك تعليق واحد: